تعتبر الوساطة العقارية مهنة عالمية امتهنها الكثير من العقاريين على مر الزمن, وفي المملكة العربية السعودية تعبتر الوساطة العقارية من المهن التي تطورت عبر التاريخ وصولاً إلى ما نحن عليه اليوم من أنظمة تشريعية و ممكنات للمهنة.
وفي ظل التطور والحراك الاقتصادي الهائل الذي الذي تشهده المملكة اليوم, تجذب مهنة الوساطة العقارية الكثير من الطموحين من أبناء وبنات هذا الوطن للعمل في هذه المهنة ويبقى السؤال دائماً كيف أصبح وسيط عقاري فعّال؟
مما لاشك فيه أن لكل مجتهدٍ نصيب و أن لكل عمل أو مهنة جوانب تساعد في النجاح و التفوق ولو أخذنا على سبيل المثال الطلاب في المدرسة فهناك طالب مجتهد يتابع دروسه أولاً بأول و يقوم بأداء واجباته أول بأول فكيف تفوق الطالب على أقرانه وكيف تميز عند معلميه؟ وبنفس المبدأ كيف تفوق الرياضي في رياضته وكيف تفوق الطبيب والجراح و المهندس كلٌ في مهنته؟
إذا راجعنا الأمثلة المذكورة فسنجد أن الجد والاجتهاد يأتي من الرغبة الجادة في تحقيق النجاح والتفوق, فالطالب يرغب في أن يتفوق ويتنقل للمرحلة الأعلى ليتم قبوله في تخصص ممتاز في الجامعة و الرياضي أراد أن يحترف في رياضته ويمثل وطنه عالمياً ليفخر به الجميع و المهندس أراد أن يطور تحفه هندسية ليطور بها المهنة والطبيب أراد أن يساعد الناس في تحقيق حياة صحية أفضل وهكذا كلٌ يسعى لهدف وغاية معينه.
إذا كان التفوق في المدرسة هو بالتحضير والمذاكرة وأداء الواجبات أولاً بأول فكيف يكون التفوق في المهنة ؟ الجواب هو بكل بساطة اعمل بالمهنة كالطالب في المدرسة , فمثلما يقوم الطالب بالتحضير للدروس فأنت ستقوم بالتحضير للعروض والطلبات! ومثلما كانت المواد مقسمه ومركزه للطالب يجب أن يكون تركيزك على منطقة معينة أو حي معين أو حتى شارع معين (لقد بدأنا جميعاً في تعلم اللغة بتعلم الحروف أولاً) لا مانع من أن يكون تركيزك كوسيط عقاري على شارع معين في البداية.
إذاً كيف أكون وسيط فعّال؟
لنتفق أن كل ماذكرناه هنا هو بمثابة تمهيد بسيط لتجمع أفكارك و تستطيع التركيز في ماتبحث عنه في هذه المهنة, الآن دعنا نبسط المفاهيم إلى ٤ مفاهيم أساسية كالتالي:
١- ماذا لو كنت أنت البائع؟
ضع نفسك في مكان البائع لتعرف بالضبط كيف تخدمه ؟ ماذا يريد البائع منك ؟ كيف تستطيع خدمته بالشكل الأفضل وكيف تقدم خدمة احترافية له؟ هل قمت بخدمته بشكل ممتاز لو كنت مكانه هل هذا ماتبحث عنه ؟ تذكر اخر خدمة تم تقديمها لك من خلال مطعم أو شركة معينة تذكر آخر خدمة أحببتها وجعلتك عميلاً دائماً لدى تلك الشركة او ذاك المطعم. الآن ارجع للبائع هل عرفت مايريد هل قمت بتزويده بالمعلومات اللازمة ؟ هل كان تواصلك معه فعّال أم مزعج ؟
٢- ماذا لو كنت مكان المشتري؟
ضع نفسك مكان المشتري, لأول مره في حياتك سوف تدفع قيمة أغلى سلعة سوف تشتريها في حياتك وهو منزلك ! فكر في الأمر أنت كمشتري تقوم بشراء حاجاتك الأرخص مثل أغراض بيتك أو وجبة المطعم بسعر أرخص بكثير من سعر منزلك ومع ذلك تجد خدمة ممتازة, إذاً ماذا تتوقع عند شرائك لأغلى شي قد تشتريه في حياتك وهو منزلك؟ هل أنت راضٍ عن الخدمة والمتابعة و المساعدة والتثقيف الذي سيقدمه لك المسوق أو الوسيط العقاري؟
٣- ماذا لو كنت موظف في منشأتك؟
قد تكون أنت الشخص الوحيد في منشأتك أو مكتبك العقاري أو قد تكون فرد مستقل تعمل برخصة الوساطة بدون امتلاكك لمنشأة, بالتأكيد فأنت في بداية المشوار, تخيل دائماً أنك جزء من منظمة ومنشأة عقارية كبيرة وضع نفسك في مكان الرئيس التنفيذي لتلك المنشأة, والآن أنت تقوم بتقديم تقرير عن المنجزات لرئيسك التنفيذي (الذي هو أنت) هل تعتقد أنك قد قمت بالعمل المناسب وبالطريقة الصحيحة؟ هل قمت بما يكفي لتحقق أول صفقة عقارية أم لا, بالتأكيد سيكون هناك جوانب تستطيع تطويرها دوماً, سجل تلك الملاحظات وابدأ العمل على تطويرها بشكل مستمر.
٤- ضيع وقتك وجهدك أو لا تضيع وقتك وجهدك!
تذكر دائماً أن السوق العقاري يشبه الأسواق الأخرى من حيث طبيعة المتعاملين, فهناك العميل الحائر وهناك العميل الجاد الذي يعرف مايريد وهناك العميل الذي يسأل فقط ليستكشف خياراته, جميع العملاء مهمين بالنسبة لك ولكن قد يستنزف وقت وطاقتك أحد هؤلاء العملاء, لذلك دائماً ركز على تدوين كل مكالمة أو تواصل بينك وبين العميل وابدأ بالتحليل, هل غير العميل طلبه بشكل متكرر؟ هل قمت بما يكفي لتثقيف العميل؟ هل تواصلك مباشر مع العميل أو من خلال وسيط أو مجموعة وسطاء؟ كل هذه الأسئلة ستساعدك في التحقق من جدية عمليك وبالتالي ترتيب أولوياتك معه.
ابتعد عن التشتت وركز !
تذكر دائماً أن كل يوم لك في مهنة الوساطة العقارية هو يوم جديد تتعلم منه الكثير, ونستطيع القول بأن اليوم الذي يمر على الوسيط العقاري بدون تواصل مع الآخرين هو يوم إجازة, احرص دائماً على التواصل وتدوين الملاحظات اختر وقت التواصل المناسب ركز جهودك في مناطق معينه أو على أنواع معينه من العقارات حتى تتمكن منها.
تابعنا حساباتنا على شبكات التواصل و قم بتحميل تطبيق لِقى للتعرف على المزيد !